في تطور مفاجئ، أكدت مصادر متطابقة مقتل أحمد الدباشي الملقب بالعمو والقبض على الأفراد التابعين له خلال اشتباكات فجر اليوم في مدينة صبراتة.
فمن يكون ال”العمو” ؟
يُعد أحمد الدباشي، الملقب بـ «العمو»، من أحد أبرز الأسماء المرتبطة بنفوذٍ مسلح وجرائم في غرب ليبيا، وخاصة في مدينة صبراتة.
ظهر اسمه بشكل واسع في السنوات الأخيرة في سياق النزاعات الأمنية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد بعد سقوط النظام السابق، ويُعرف عنه أنه يقود شبكة مسلحة واسعة ومتداخلة مع أنشطة التهريب والتجارة غير القانونية على غرار المخدرات.
برز الدباش كقائدٍ لفصيل مسلح في صبراتة، يُقال إنه بنى شبكة أمنية وتجارية تعتمد على الولاء الشخصي والسيطرة على طرق التهريب، بما في ذلك تهريب البشر والمهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وقد اتُهم عبر تقارير محلية ودولية بالسيطرة على أجزاء من المدينة بقوة السلاح وإقامة نظام تأثير محلي يعتمد على قوة مجموعته.
في عام 2025، أشارت تقارير إلى مذكرة توقيف صادرة بحقه من السلطات الليبية، تتهمه بارتكاب جرائم خطيرة مثل الرق و التعذيب داخل المدينة، وذلك بعد انتشار فيديوهات يُزعم أنها تظهر أفعالًا وحشية منسوبة إليه.
لم يكن الدباش مجرد فاعل محلي، بل شملته أيضًا عقوبات من مجلس الأمن الدولي ومن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية، وذلك بسبب دوره في تهريب المهاجرين ونشاطات غير مشروعة تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة.
هذه العقوبات تعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحد من تأثير شبكات التهريب والتجارة غير القانونية التي يمتد بعضها إلى أوروبا وشمال أفريقيا، والتي كان «العمو» أحد أقطابها في غرب ليبيا.
حتى انه تعاون مع دول أوروبية على غرار إيطاليا للتصدي لتدفق المهاجرين مقابل مبالغ مالية كبيرة، مما جعله من بين المطلوبين للتحقيق من محكمة الجنايات الدولية منذ عام 2017، ومدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، على خلفية تهم تتعلق بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
و من بين الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات “العمّو” جريمة وثقتها منظمة “أطباء بلا حدود”، وتتعلق باختطاف 350 مهاجرا من بلدة العجيلات واحتجازهم في ظروف مروعة داخل معسكرات بمدينة صبراتة وسرقة أشيائهم الثمينة ووثائقهم، فضلا عن تعذيبهم وابتزازهم للحصول على فدية من عائلاتهم أو بيعهم لمهربين آخرين.
كما وصفه تقرير للأمم المتحدة بأحد “أكبر المسيّرين للتهريب في ليبيا”، بعض المصادر المحلية ذكرت أيضًا قيامه بإعدام عدد من أفراد مجموعته في أحداث عنيفة، مما زاد من التوترات داخل المدينة وساهم في تصاعد العنف المسلح هناك.




